كان الحجاز ولاية، أمّا مكّة فكانت إمارة , وبالرّغم من أنّه يتبادر إلى الذهن لأوّل وهلةٍ أنّ مصروفاتِ الولاية والتّشكيلات الملكية، والوحدات العسكرية الموجودة هناك كانت تُحصّل من واردات الولاية، وأنّ الإمارة تدفع لخزينة الدّولة مقدارًا معلومًا من المال؛ إلّا أنّ الوضعَ كان على عكس ذلك، حيث كانت الحكومة العثمانيّة هي التي تتحمّل تلك المصاريف، بل إنّها كانت ترسِل كلّ عام الأموالَ والهدايا إلى الحجاز وإمارة مكّة، كانت تلك الهدايا والأموالُ تُعرف باسْم الصّرّة الهمايونيّة. وقد كبّدت تلك الصّرّة الهمايونيّة– التي كانت تُرسَل كلّ عام- الخزينةَ العثمانيّة مصاريفَ باهظة , الأمرُ الذي جعلها من الموْضوعات الهامّة التي يجب الوقوفُ عليها بالدّراسة , فحتّى الآن لم تتمّ أيّة دراسة علميّة شاملة عن هذا الموضوع , وقد سعيْنا في هذه الدّراسة إلى سدِّ جزءٍ من الفراغ في هذا الموضوع.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الصرة الهمايونية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *