هذا الكتاب من أهم الكتب التي أرخّت للحركة السنوسية في وقت مبكر؛ فالمؤلف كان مراقباً ومعاصراً للأحداث والمواجهات، وإن قل الجهد الفكري في بعض أجزائه، إلا أنه كشف وأحصى العديد من المعارك المؤلمة في الحرب الليبية الإيطالية. إن ما حواه الكتاب من معلومات وإحصاءات لتؤلم القارئ، وقد يتمنى أنه يطلع عليها، لكنها قصة واحدة من قصص احتلال العالم الإسلامي في بلد واحد.
وفي الوقت نفسه شرح الكتاب مسيرة احياء إسلامي جهادي متوازن حاولت إيطاليا ان تهدم مقاوماتها، وأن تدمر المجتمع الليبي الذي أقامها واحتضنها بكل ما أمكنه؛ لأن تلك الحركة أصبحت وسيلة دفاع وهوية مجتمع. وقد يقول مؤرخون إنه فقط موسوليني والفاشية، ولكن الأمر أبعد زماناً زمكاناً من كل اختزال.
كان المؤلف ضابطاً سياسياً في الإدارة العسكرية البريطانية في إقليم برقة. وقد كان مدفوعاً بالموقف البريطاني من الإيطاليين أثناء عمله في مهمات بريطانية في المنطقة الغربية، فلم تنقصه المعلومات ولا المراقبة وهو يكشف عن الأحوال التي عاشها مجتمع ليبيا آنذاك. وبالإضافة إلى ذلك كله كان له دور في تطوير الأنثروبولوجيا، فجاء الكتاب ملماً بكثير مما يحتاجه القارئ من معلومات معاصرة ومختصرة عن تلك الحقبة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.