الخطاب المقاصدي في الفكر العربي المعاصر

برزت العناية بمقاصد الشريعة في العصر الحديث الذي شهد حراكا كثيفا في الكتابة حولها، مما جعلها موضوعا حاضرا في الخطاب الشرعي، وكذلك في الخطاب الفكري الذي استهدف التراث بالتحليل والتجديد والنقد، سواء بخلفيته الإسلامية أو الحداثية، وسواء كانت بمنهجية بنائية أو هدميه؛ مما جعل هذه العناية بمقاصد الشريعة ظاهرة فكرية شكلت بمجموعها- خطابا مقاصدياً. وفي هذا البحث الذي نقدمه للقراء استجلاء هذا الخطاب المقاصدي العربي المعاصر في إنتاجه الفكري من خلال استقراء عامة ما وقف عليه الباحث من الكتابات التي تناولت مقاصد الشريعة بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن ثم محاولة التحليل المحايد؛ لتوضيح أبرز ملامح هذا الخطاب؛ ببيان سماته وأساسه، وبنيته الاستدلالية والمنهجية التي قام عليها مشروعه المقاصدي، وجمع أبرز التطبيقات المنهجية والعلمية والعملية التي نتجت عنه. ثم محاولة تقديم نقد موضوعي لا يختزل هدفه في النقض والهدم، وإنما هدفه أن يكون لبنة بناء الخطاب مقاصدي أكثر توافقا مع الشريعة، مع تلبيته – في الوقت نفسه – لما يحتاجه العصر الحديث.