يبدو لنا أن جورج لوفيفر قد أثبت تمكّنه من فن التوليف بصفة خاصة في عمل هل ورائع بمعالم واضحة. إن هذا الكتاب الذي كتب للجمهور الواسع يجعلنا نفهم الأحداث دون أن نكون ضحية تبسيط تعسفي. حيث أُجري تحليل دقيق لعملية التفاعل بين الاقتصاد والعوامل الإجتماعية على الحياة السياسية، لتظهر مختلف الأطراف الفاعلة تباعاً. أولاً الأرستقراطية التي حاولت استغلال أزمة الملكية، ظناً منها أنها انتقمت لنفسها واستعادت السلطة السياسية التي جردتها منها سلالة آل كابيه. بعد ذلك وبإنتفاخ الطريق أمامها تقدمت البرجوازية وخلفها الجماهير الشعبية من المدن، وأخيراً المزارعون. إنه لا يمكن للصراعات الطبقية أن تحجب عمل الرجال الذين عف جورج لوفيفر كييف يحييهم. وإننا هنا إزاء مثال جيد لمنهج والعرض، بسيط وواضح، وهو بمنزلة درس كبير في التاريخ.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.