تحدد الثقافة التي تصوغ الوعي للإنسان– فردًا أو شعبًا أو أمة– حدود دائرة المحيط التي يمنحها الولاء ويخصها بالانتماء. فهناك ثقافات تقف بانتماء صاحبها عند حدود القبيلة، وأخرى لا تجعل صاحبها يتجاوز جغرافية الوطن، وثالثة تقصر الانتماء والولاء علي الجنس– بالمعني العرقي والسلالي– ومن الثقافات ما تجعل الدائرة الحضارية هي محيط الانتماء، ومنها ثقافات أممية طمحت إلى حصر الانتماء في طبقة من الطبقات الاجتماعية علي امتداد الإنسانية، أو إلغاء ما عدا الدائرة الإنسانية من دوائر الولاء والانتماء. وفي كتابات عبد الله النديم تركيز واضح على أن دائرة انتمائه الثقافي هي الدائرة الشرقية– بالمعني الحضاري، الذي يجعل تميزها نابعًا من مقابلتها للحضارة الغربية، التي كانت تقتحم أبواب الشرق وحياة أهله في ذلك التاريخ. وفي هذه الكتابات أيضًا ما يؤكد على اشتمال هذه الدائرة الشرقية– كجامع حضاري أكبر– على العديد من دوائر الانتماء الفرعية التي لا تناقض بينها وبين هذا الانتماء إلى الدائرة الحضارية الشرقية.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “بما تقدم الأوروبيون وتأخرنا”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *