قصص منسيّة على أسوار الروح نقبض معًا على مقود السيّارة الصامتة التي تلاشت معالمها في ضباب الأيام الثقيلة لنجوب مدهوشين أزقّة المدينة وهي تفقد جغرافيتها وتاريخها وقاطنيها، كمساكين نعبر الحدود بين الحياة والموت ونوصد كل الأبواب أمام الحاكم بأمر الله محمّلين بحقائب النزوح المتخمة بآلامنا. نراقب وجوه الكبار وقد صارت كلها مآقٍ لدموع القهر والخيانة، ونُفاجأ بحبل المشنقة يتدلى أمامنا ساخرًا فنسخر منه برقابنا الصلبة وأرواحنا التي لا تنطفىء، نرحل كما يرحل القمر ويختفي خلف الخيام المبعثرة في وجدان الإنسانية الغائب. وتسقط خدودنا على الأقحوان الأحمر في حين ينهض عودٌ طريّ ويقول كلمته للتاريخ، وهو يرى وجوهًا ترهقها قترة في رحلة الضياع والتماهي في المجهول. تبقى عيوننا معلّقة بندفات الثلج على نافذة الأمل، تترقب بأمل ممزوج بالألم تحقُّقَ الحلم. الحلم الذي نعيش لأجله.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “بكاء مدينة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *