لأن البحث الفقهي غالباً ما يتجه إلى بحث الرأي الفقهي الجديد وبيان الراجح من المرجوح فيه، وقليلة هي الدراسات التي تتجه لدراسة السياق الفقهي لهذا الرأي وانعكاساته على الواقع والمجتمع تفعيلاً وتفاعلاً، وكيف كان يتلقى المجتمع أو السلطة الرأي الفقهي الجديد وكيف كانوا يتفاعلون معه؟ ولأن العقل الفقهي لا يتجلى من خلال القواعد والنظريات الأصولية فقط، بل أيضاً من خلال الوقوف على حركته التاريخية وجداله مع الواقع وتفاعله مع المتغيرات واتحديات المختلفة. يأتي هذا الكتاب ليدرس واحدة من المسائل القلائل التي احتفظ لنا التاريخ بعدد لا بأس به من تفاصيل جدلياتها مع الواقع وهي مسألة فتوى الطلاق.يقرأ هذه الفتوى من خلال النص التيمي في الفقه، والذي لا يزال بحاجة إلى كشف المزيد من جوانب التجديد والإصلاح والتغيير التي أحدثها، بعيداً عن التركيز على مجرد اختياراته الفقهية وحسب. ويحاول الكتاب أن يقرأ تجربة الصراع الفقهي التي خاضها ابن تيمية مع خصومه وهو يخوض معركة التصحيح، ويبين حكاية التجربة ويذهب إلى المسكوت عنه في قراءتها، وينتهي برسم خرطة التفكير الفقهي عند ابن تيمية والمداخل المنهجية التي قدمها للفكر الفقهي متجاوزاً بذلك زمانه ومحيطه الذي يعيش فيه.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.