لم يكن ثمّ تنازع بين الصحابة في أصول العقيدة، ولم يظهر فيهم التأويل ولم يُذْكَر عن أحد منهم خلافٌ في ذلك، فإن وقع بينهم اختلاف في الرأي فهو عرضيٌ، سرعان ما يحسم بالاتفاق ورجوع المخالف إلى الصواب متى ظهر له، فكان هذا سمتهم وسمت من أتى بعدهم من القرون المفضلة ؛حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :(خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم)، إلا أنه على الرغم من الثناء على عصر التابعين، فقد نُسِبَ إلى بعضهم بعض البدع، مما جعل أهل الباطل يفرحون بهذه النسبة، ويتعلقون بها؛ لتسويغ باطلهم بموافقة هذا التابعي لقولهم، وبعضهم الآخر يستغل ذلك لتضعيف بعض روايات السنَّة التي وصلت عن طريقهم. فكان هذا البحث لبيان حقيقة ما نُسِبَ إلى التابعين، وذلك بتتبع من رُمِيَ منهم ببدعة، ثم بيان مدى صحة ذلك، عن طريق جمع أقوالهم، وأقوال من تكلم فيهم من أهل العلم، ودراستها، وتحقيق مدى صحة ما نُسِبَ إليهم .

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “التابعون المنسوبون الى البدعة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *