يهتم هذا الكتاب أيضًا بمحاولة ربط الأفكار بسياقها السياسي والاجتماعي والاقتصادي. والمصادر في هذا الجانب ليست وفيرة ولا متطورة منهجيًّا مثل المصادر المتعلقة بالخطاب الفكري. وغالبًا ما ترى السلطات في البلدان الإسلامية أنَّ هذا النوع من دراسات «علم الاجتماع السياسي» أكثر خطورة من دراسة النصوص الإسلامية، أو حتى نصوص الإسلاميين. والأكثر من ذلك هو تطور الحركة الإسلامية على مدى السنوات القليلة الماضية وتحوُّلها إلى حركة مناهضة للدولة بالأساس، وهذه مسألة ستحظى بقدر كبير من اهتمامنا. إنَّ العلاقات بين الدين والسياسة معقَّدة وسياقية؛ فالإحياء الإسلامي أو الصحوة الإسلامية الحالية ليست مجرد وسيلة للرجوع إلى ماضٍ حنينيٍّ، وإنمًا أيضًا وسيلة للتأقلم -بطريقة أو بأخرى- مع الحاضر والمستقبل. وبهذه الطريقة، سيكون من السذاجة اعتبار الإسلامويَّة مجرد جزء من «مخطط أمريكي-سعودي» لترسيخ حُكم برجوازية أصلانيَّة، ولكنها تابعة، أو اعتبار الإسلامويَّة مجرد صرخة حرب للجماهير المُضطهدة والمستغَلة في ثورتها ضد الاستبداد الداخلي والهيمنة الأجنبية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.