بعد رحلة نفسية دامت ستين عاماً، مر فيها المحاسبي بثلاث مراحل تمثلت في مرحلة الطلب والتأمل الاجتماعي، ثم مرحلة الملاحظة الاستبطانية وتحليل الذات، وأخيراً مرحلة التأسيس لمعالم شخصيته الجديدة. نتج عن هذه الرحلة، تأسيساً لعلم جديد، وإقراراً لتسعة مبادئ من شأنها هدم عادات الرسوب والعجز وبناء عادات النجاح والتميز. أما العلم الذي أسسه فهو “علم الخطرات والوساوس”، الذي أصَّل فيه الأفكار الأساسية لما يصطلح عليه اليوم بعلم النفس. وأما مبادئ النجاح التسعة، فجُمِعَت في تقنية علاجية تسمى “العلاج بالتدبر”. هذه التقنية التي استنبطها المحاسبي رحمه الله تعالى تعد مقصدا من مقاصد الشريعة الإسلامية، كونها تحقق مبدأ السكون العاطفي، والارتباط الروحي بين الخلق والخالق، وتحول ذلك الشعور الجميل والعرفان الرباني إلى حركة وفعل ميداني. إن المحاسبي من خلال مقاربة (التدبر العلاجية)، حول حقائق عوالم الغيب وحقائق الآخرة إلى عوامل للحركة والنشاط الدنيوي، أي أن تقنية التدبر للعلاج النفسي وتعديل السلوك، توظف عناصر عالم الغيب لتوجيه حركة عالم الشهادة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.